إن معرفة
مقاصد الايمان باليوم الآخر لها تأثير كبير على معارف ونفسيات العباد، فضلاً عن انعكاسه على
سلوكاتهم كافة، مما يؤدي بدوره ويُسهم في رُقي الحياة المجتمعية، فلو لم تكن هناك
من حياةٍ بعد الموت، متمثلةً بعالم
البرزخ، والموقف والحساب، ومصيرٍ الى جنةٍ
أو نار، ونعيمٍ أو عذاب لكانت الحياة في هذا العالم جوفاء وتافهة لا قيمةَ لها،
أما مع الايمان بوجودها والتصديق بذلك، فإنه يمنح الحياة الهدفية والغائية لها،
فضلاً عن إخراجها من العبثية التي اجتاحت قلوب ونفسيات الكثير من منكريها.
بناءً على ذلك فقد
كان هذا الكتاب محاولة تقريب الحقائق العقدية المتعلقة باليوم الآخر للعقول
المختلفة، ولا سيَّما مع المجادلين منهم ممن نشروا الإلحاد وغيره من أجل التشكيك
في هذه الأمور؛ وذلك لما لها من دور في إحياء العقائد الايمانية لدى المسلمين،
لتعود العقيدة الى دورها في قيادة النفوس وتربيتها، والدعوة الى التمسك بها، مع إمكان
الدفاع عنها بوجه الحركات الالحادية أو تلك التي تدعي الاسلام مع بعدها الحقيقي
عنه.