مما جاء في ترجمة سيدي الأحسن البعقيلي رضي الله عنه وأرضاه:
{{مع الفقيه العلامة سيدي أحمد سكيرج القاضي:
كانت العلاقة بين الرجلين متسمة بالمحبة والاحترام، إذ يعترف كل واحد منهما للآخر بالفضل والعلم واتساع المعرفة في الطريقة والإحاطة بأسرارها.
زار البعقيلي القاضي سكيرج في بيته بمدينة سطات ودارت بينهما مناقشات حول قضايا أثارها المبغضون حول الجواهر، وأنه منقول من المقصد الأحمد؛ وفي قضية الجوهري. بيَّن الفيه وجهة نظره في الموضوعين للقاضي ووضّح له ذلك بالدلائل العقلية والشرعية.
.....
قال العلامة سكيرج: إن سلمنا ما ذكرت من ناحية المقدمة، أي مقدمة الجواهر، فإني لا أسلم قضية القاضي الإمام الجوهري التي ذكرها الشيخ في الجواهر (وهي أن هذا القاضي ذهب ليغتسل في النيل فوقعت له سنة رأى نفسه دخل بغداد وتزوج بها وأنجب عدة أولاد... إلخ القصة. وهذه الحكاية ذكرها غير واحد من العلماء في باب كرامات الأولياء، وهي من أعجب القصص وأغربها، وقد حيرت العلماء حتى أنكرها كثير منهم، وهي التي تذاكر فيها العالمان البعقيلي وسكيرج رضي الله عنهما). فإننا إن سلمناها لا يصح أن نكون علماء فضلا أن نكون من العارفين، وبماذا نفسر الفرق الزمني للأولاد؟ وكيف ومتى تمَّ تعليمهم؟ وما هو الفارق الزمني بينهم؟
فقال له الفقيه: أنا أسلِّم كل ما ذكر سيدنا الشيخ رضي الله عنه ولو محالا.
فقال له: ائتني بالدليل، ولكن لا أحب منك الدليل الآن حتى تبحث بحثا دقيقا.
فقال له البعقيلي: أنا آتيك بالدليل قبل أن تقوم من مقامك.
ثم قال له: ما تقول في قضية عزير؟ كيف سجّل مائة عام في نصف يوم؟ اهـ. (أي أدخل مائة عام في نصف يوم لأنه أماته أول النهار ولما أحياه كان آخر النهار). فقام العلامة سكيرج وقعد وقبل وسلّم}}.
من كتاب: اختصار ترجمة العارف بالله سيدي الحاج الأحسن البعقيلي رضي الله عنه بقلم عبد ربه محمد الامزالي غفر الله له. ص 77 .